الجمعة، 23 أبريل 2010

رحلة الجبل १

مستلقيا على ظهري متمددا على تلك المرتبة الإسفنجية التي لم أعتد النوم على غير مثيلاتها طيلة ثلاث وستين شهرا ،
وحيدا في غرفتي مترامية الأطراف ، في الحقيقة ليست وحدها هنا مترامية الأطراف الكل هنا مترامي الأطراف إلى حيث تعجز عيناك عن إبصار ما ينتهي إليه ما تحاول إبصاره
اللون الأخضر الباهت ، والبني الفاتح ، يطغيان على الجميع في ظلم واضح للألوان المستضعفة التي لا تأخذ فرصتها العادلة
لا أخفيكم سرا..لقد ضقت بهذين اللونين الذين لا أ:اد أرى سواهما أينما وقع بصري ضيقا لو وزع على ألوان الأرض لكفاهم
....
نعود مرة أخرى إلى تمددي ، واستمراري في التمدد (على السرير ، وليس ذلك التمدد الفيزيائي بالحرارة ) ، فجأة ..يقطع هذا التمدد تحرك المقبض واندفاع الباب إلى الداخل ، وإطلالة مشرقة لوجه والدي ، أحسب أن إشعاعها قد غطى على ذلك النور المتسلل من النافذة الحديدية المطعمة بالزجااج*

أقبل نحوي بخطى متئدة ، وابتسامة هادئة تخفي ورائها أمرا ذا بال
اعتدلت في جلستي وطبعت على يديه قبلة أحسست بدفئها كالسيل في جسدي

نظر إلي نظرة حانية مكتسية بالجدية وقال :
هل ستصحبني هذا العيد في رحلة الجبل ؟
لم أفكر .. لم أحسب المعادلات .. الربح والخسارة .. الراحة والمشقة .. التسكع والصحاب ..العيد واللحم
وافقت على افور .. يكفي أن أكون بصحبتك

سننطلق غدا إذا
أول أيام عيد الأضحى ستكون بداية رحلة شاقة ، سامية الأهداف ، سامقة المعاني .. جليلة الغاية ..عظيمة الصحبة


______________________
*الشباك الحديدي المطعم بالزجاج : هذا بالطبع لا يعني وجدي في محبس كما ستذهب ربما أذهان البعض إلى هناك
لالالا
ارجع هنا
هذه هي نوعية النوافذ هناك