كنت جالسا غارقا في عالم خاص صنعته بنفسي في أيامي القليلة الماضية ،
مغلقا زجاج السيارة عند المنتصف ، للسماح ببعض ذرات الهواء من المرور ومداعبة شعيرات ذقني الممدد للأعلى نتيجة لانجعاصي على كرسي السيارة ،
جلسة طالما تعودتها عند قوم آخرين ، ربما تعد هنا من جلسات قوم السوء أو الإنفين إلا أن اختلاف الثقافات قد يشفع لي ، فلا تتوقفوا هنا كثيرا ،
ولنذهب إلى ما قطع عني تحليقي في عالمي المصنوع منذ أيام قليلة ،
سمعت طرقات استدعتني من كوكب الهيام والشجن إلى وجه امرأتين احداهما في أواخر أيام حياتها ، والأخرى تمضي بجد لتلحق بها
اعتدلت ، وتنحنحت و بحركة ميكانيكية مستديرة لمقبض بجانبي كانت ذرات الهواء الحبيسة خلف الزجاج السميك نوعا ما تنطلق لتخترق خصلات شعري -قبل ما أحلق - وتصيبني برعشة خفيفة ،
نظرت إلي صغراهما بعينين مستعطفتين لم تعدمها تلك العجوز بجوارها
أنكرت أن يكونا متسولتين أو ما شابه ، ملبسهما يدل على غير ذلك
قالت لي الصغرى : "بلهجة عراقية ميزتها من خبراتي اللغوية واللكنوية " هل بإمكاني مساعدتهما للعبور إلى الناحية المقابلة من الشارع عند العمارة الثانية
لأن رفيقتها العجوز قد خرجت توا من المشفى ولا تقوى على العبور
؟
استغربت قليلا من هذا الطلب الغريب وبلّمت لبرهة .. أيقظني منها نداء العجوز بالدعاء والاستعطاف
بعض المسائل الرياضية والحسابات دارت بسرعة إلا أني لم أنجزها قبل أن ينطق لساني بالترحيب بهما وفتح " مسوجر " السيارة ليركبا ،
وقفت العجوز مكانها وقد تغير وجهها لفعلي
وقالت : بجد ؟ إنت موافق بجد ؟ حقيقي ؟
لم استوعب أسئلتها
قلت لها تفضلي ،
ركبت ولسانها لا يكف عن انعدام هذا النوع من البشر ، وغير ذلك من الكلام الذي تعودته هنا منذ ثلاث سنوات
بالإضافة إلى أن شكلي واد طيب
تلك الكلمة التي لم يمتنع حتى العسكري على بوابة الجامعة من أن يذكرني بها عندما أنسى الكارنيه ، ويدخلني دونا عن ذلك الواقف خلفي الحامل لكارنيه الميترو أو المدينة في أيام الاضطرابات
حتى رئيس الحرس .. انخدع في وقالها عندما ذهبت بلوحة حائط عن فلسطين وأخبرته بأني ذاهب أولا لرعاية الشباب للموافقة عليها
لقد شاركتهم تلك السيدة هذه المقولة التي لا أعرف مدى صحتها
كان الأمر يسيرا
وصلنا إلى الناحية المقابلة من الشارع ووقفت وفتحت الباب لتنزل
سألتني
إنت ظابط ؟
دوررت ذلك السؤال في خلاط مخي ولم أجد له تفسيرا إلأ ذلك السواد في سواد الذي أردتيه ، وتجهمي الدائم أو ربما نظرتي للأمام وفقط ،
قلت لها :
لا يا حاجة
أنا إخوان مسلمين
ابتسمت .. ثم انصرفت
مغلقا زجاج السيارة عند المنتصف ، للسماح ببعض ذرات الهواء من المرور ومداعبة شعيرات ذقني الممدد للأعلى نتيجة لانجعاصي على كرسي السيارة ،
جلسة طالما تعودتها عند قوم آخرين ، ربما تعد هنا من جلسات قوم السوء أو الإنفين إلا أن اختلاف الثقافات قد يشفع لي ، فلا تتوقفوا هنا كثيرا ،
ولنذهب إلى ما قطع عني تحليقي في عالمي المصنوع منذ أيام قليلة ،
سمعت طرقات استدعتني من كوكب الهيام والشجن إلى وجه امرأتين احداهما في أواخر أيام حياتها ، والأخرى تمضي بجد لتلحق بها
اعتدلت ، وتنحنحت و بحركة ميكانيكية مستديرة لمقبض بجانبي كانت ذرات الهواء الحبيسة خلف الزجاج السميك نوعا ما تنطلق لتخترق خصلات شعري -قبل ما أحلق - وتصيبني برعشة خفيفة ،
نظرت إلي صغراهما بعينين مستعطفتين لم تعدمها تلك العجوز بجوارها
أنكرت أن يكونا متسولتين أو ما شابه ، ملبسهما يدل على غير ذلك
قالت لي الصغرى : "بلهجة عراقية ميزتها من خبراتي اللغوية واللكنوية " هل بإمكاني مساعدتهما للعبور إلى الناحية المقابلة من الشارع عند العمارة الثانية
لأن رفيقتها العجوز قد خرجت توا من المشفى ولا تقوى على العبور
؟
استغربت قليلا من هذا الطلب الغريب وبلّمت لبرهة .. أيقظني منها نداء العجوز بالدعاء والاستعطاف
بعض المسائل الرياضية والحسابات دارت بسرعة إلا أني لم أنجزها قبل أن ينطق لساني بالترحيب بهما وفتح " مسوجر " السيارة ليركبا ،
وقفت العجوز مكانها وقد تغير وجهها لفعلي
وقالت : بجد ؟ إنت موافق بجد ؟ حقيقي ؟
لم استوعب أسئلتها
قلت لها تفضلي ،
ركبت ولسانها لا يكف عن انعدام هذا النوع من البشر ، وغير ذلك من الكلام الذي تعودته هنا منذ ثلاث سنوات
بالإضافة إلى أن شكلي واد طيب
تلك الكلمة التي لم يمتنع حتى العسكري على بوابة الجامعة من أن يذكرني بها عندما أنسى الكارنيه ، ويدخلني دونا عن ذلك الواقف خلفي الحامل لكارنيه الميترو أو المدينة في أيام الاضطرابات
حتى رئيس الحرس .. انخدع في وقالها عندما ذهبت بلوحة حائط عن فلسطين وأخبرته بأني ذاهب أولا لرعاية الشباب للموافقة عليها
لقد شاركتهم تلك السيدة هذه المقولة التي لا أعرف مدى صحتها
كان الأمر يسيرا
وصلنا إلى الناحية المقابلة من الشارع ووقفت وفتحت الباب لتنزل
سألتني
إنت ظابط ؟
دوررت ذلك السؤال في خلاط مخي ولم أجد له تفسيرا إلأ ذلك السواد في سواد الذي أردتيه ، وتجهمي الدائم أو ربما نظرتي للأمام وفقط ،
قلت لها :
لا يا حاجة
أنا إخوان مسلمين
ابتسمت .. ثم انصرفت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق