رقعة تميل إلى الاستواء قليلا ، وتتعالى حولها الارتفاعات الجبلية التي تثير في النفس رهبة المجهول القابع خلفها ،
وأشباح تتقافز على تلك المنحدرات .. هي في الحقيقة ليست سوى فتيات يحملن الماء فوق رؤوسهن ، في لقطة تشبه " سلاحف النينجا " لكن دونما خيال ..
ولأول مرة لا تكون الرمال موطئ قدمي ، ولا الاسفنج ملاذ بدني ، فلا شيء هنا إلا الصخور .
ارتميت تحت شجرة قد انطلقت إلى السماء مخترقة صخرة ، فالقة لها .. أثناء رقودي كنت أتأمل الصخرة وجذور الشجرة ، والقدرة الرهيبة ..ثم أنظر إلى السماء ، فيزداد يقيني .
أتاني نور الدين ، ذلك الفتى الذي لم يكمل بعد عقده الثاني ، كان حينها على وشك
، بعينيه الواسعتين وبشرته التي تساعده على الاختفاء ليلا ، أزاحني مداعبا بوكزة خفيفة -بالنسبة له-كانت كفيلة بدحرجتي بعيدا عن شجرتي .. لقد كان يمزح !!!
مضيت أراقب والدي وهو يهم بذبح البقرة ، أتابع عملية السلخ والتقطيع ، وأتأمل تلك العيون الملتفة حولها تنظر نظرة المتمني المحروم .. كانت البقرة قبلة عيونهم جميعا .
بعد الانتهاء من المرحلة الأخيرة " التكييس" وتوزيع البقرة على الجميع دونما تفرقة بين مسلم ووثني ، جاء موعد الغداء .. وياليته لم يحن
أراد القوم أن يكرموني مرة أخرى ، فقرروا أن يكون نصيبي أثمن ما في البقرة ... الكبد !
جاؤوني بالكبد مشويا
تمنيت لو أنني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
لا أحبها .. ولا أطيقها .. بل إنني أعافها ،
نظرت إلى أبي ، فبادلني النظرة ،
فهمتها
فأكلتها
لكن يبدو أن تطييب خاطرهم كان وبالا علي .. فقد صار هذا وردي في كل بقرة !
كان أغلب أهل القرية الذين جاؤوا من النساء والصغار والعجزة ، فرجال القرية وشبابها قد نزلوا إلى المدينة ليتشاركوا مع إخوانهم بالمدينة .. النبيذ الجبلي المعتق .. فما أحلى أن يشرب الرجل من صنع يده ، وما أحلى أن يشارك إخوانه !!
وبدأت المغامرة .. وبدأت معها الدعوة .. ورأيت العجب من أمرهما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق