ليست إشاعة أو فزورة من فوازير رمضان بل هو قرار من وزارة الأوقاف مختوم بختم النسر .
حيث قررت وزارة الأوقاف منع الاعتكاف إلا في بعض المساجد التابعة لها ، وهي بهذا تقوم بتفرقة عنصرية بين مساجد الوزارة وغيرها من المساجد ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل إن بعض المساجد التابعة للوزارة طبق عليها القرار ، مثل مسجد السيدة زينب والسيدة عائشة والجامع الأزهر ويقول إمام جامع الفتح والذي طبق عليه القرار أيضا إن مسجد عمرو بن العاص لم يطله القرار حيث إن له ( واسطة ) في وزارة الاوقاف ، والوزارة بهذا كما يقول ، تسبب نوعا من الحقد والحسد بين المساجد بعضها مع بعض .
الاعتكاف وهو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح مصدر تهديد أمني ، حيث يتم تفتيش المعتكفين في المساجد المسموح بها خوفا من أن يكون بحوزة أحدهم ( الذخائر ) أو( حصن المسلم ) أو ( السيف المسلول ) على شاتم الرسول ... وغيرها من الكتب ذات الخطورة الامنية والقومية .
وهناك تساؤل يطرح نفسه على الساحة ، لماذا يمنع الاعتكاف ، أليس الاعتكاف نوعا من انواع العبادات التي يتقرب بها العبد من ربه ألسنا في دولة تدعي بأن دين الدولة الرسمي هو الإسلام ، أم أنه على من يريد الاعتكاف البحث والتقصي واستخراج تصريح ، وعمل ( فيش وتشبيه ) لكي يتمكن من أداء مثل هذه العبادة ؟. أليس هذا تضييقا على الناس في عبادة ربهم ؟
كان محمد عبدالمنعم أول من تعرض لهذه المضايقات حيث يقول ، عزمت أنا وأحد أصدقائي على الذهاب للاعتكاف بأحد المساجد ال(هاي كلاس ) وعندما وصلنا للمسجد وبدأنا بوضع امتعتنا وأغراضنا وأخذ كل منا ركنه (المريح ) لاحظنا تلك النظرات الغريبة ترمقنا ولكننا تجاهلناها إلى أن جاء وقت المغرب ، فاقترب منا احدهم وقال لنا ( انتوا بتعملوا إيه ؟) قلنا ( هنعتكف) فقال: الاعتكاف بهذا المسجد نخصص لأهالي المنطقة المعروفين والمحافظين على الصلوات الراتبة ، ( مش أي حد يا ابني ) ، وبهذا حرمت من الاعتكاف هذه السنة ، مع العلم إنها أول سنة ربنا يكرمني ويديني العزيمة وأوصل لحد المسجد .
أما سامي محسن فيقول عندما نويت الاعتكاف ويممت وجهي شطر المسجد بجوار منزلنا وعندما وصلت للمسجد أتاني شخصان ملتحيان وقالا لي ماذا تريد ؟ فقلت أريد أن أعتكف . فأخذا ينصحاني ، ويخبراني بأشياء أنا نفسي كنت غافلا عنها ، من أن العمل في هذه الأيام ولقمة العيش أفضل عند الله من الجلوس في المسجد وحرمان الأولاد من رؤية أبيهم فترة طويلة مما قد يؤثر على نفسيتهم و أقنعوني ورجعت إلى البيت .
ولكن أحمد علوان كان له قصة مختلفة حيث يقول ، أنا عندما علمت بقرار الوزارة قلت ( نمشي مع القانون ) وذهبت للوزارة لعمل تصريح كما سمعت وقرأت ، ولففوني السبع دوخات ، قررت بعدها أن ( أريح دماغي ) وأذهب لمسجد عمرو بن العاص ، صحيح هو بعيد ( بس مش عاوزله تصريح ) .
لا أدري هل نتقدم للأمام أم نتراجع للخلف ، أين الحريه الدينية ، أم أن هذه الحريات ومنادوها لا ظهرون إلا عند تنصير أحدهم أو رسم صورة بذيئة للرسول أو طعن في البخاري أو قدح في الصحابة .
ولقد صارحني أحد أصدقائي بسر خطير ، وهو انه في كل سنة من السنوات الماضية كان ينوي الاعتكاف ولكن عزيمته الخائرة كانت لا تساعده ، ولكنه في هذا العام قد أعد عزيمة الرجال ، وقوة الجبال ، وأخشى ان أمر اعتكافه صار ضربا من الخيال ، وأمرا من المحال ، واتمنى له حظا اوفر في رمضان القدم لعل الله يحدث بعد ذلك امرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق