السبت، 20 أكتوبر 2007


علموا انفسكم الانصاف والاستيعاب وعدم جلد الذات
مقدمة
لابد منهااسمع همهمات وهمسات تدور في نفس كل قارئ الان وسوف تتحول الي حوارات وتعليقات عند مقابلة زائري المدونة لبعضهم البعض وستدور حول الاتيستجد احدهم يقول " شفت يا عم صاحبك بيتراجع من الواضح انهم شدوا عليه جامد " واخر سيقول " كان المفروض مادام مش قد حاجة ميتصدرلهاش " وثالث من مؤيدي الحراك الحاصل " جبنه ده بيرجعنا لنقطة الصفر مرة اخري " ورابع من المعارضين يقول " قولنا من الاول ان حكاية النقد الذاتي العلني دي مصيبة ومسمعوش الكلام الا لما جربوا نتايجها المدمرة "1. ولكن مع احترامي لكل ما سبق ولكل من سوف يردده فالامر ليس كذلك بتاتا ولكنه الجناح الثاني لطائر النقد الذاتي الذي يجب ان ننميه وكما قال رب العزة عن نفسه " نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ"" وفي موضع اخر " غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول " فيجب ان نوازن دائما بين الامور وان نعمل بشكل دائم علي اعداد مزيج متنوع من الافكار والصفات والاليات لتحقيق التكامل ولا ينصرف جهدنا الي طريق واحد او نحو فكرة معينة فنظلم انفسنا ونهدم الفكرة ومن يظن ان انه بامتلاكه احد الجناحين فقط انه سيصل الي هدفه ومبتغاه فهو واهم فلابد له من امتلاك الجناحين ثم عليه بعد امتلاكهما ان يجيد استخدامهما والا فلا وصول لهدف ولا قدرة علي استمرار في التحليق وسيكون السقوط مصيره المحتومولذا فهذه التدوينة هي الجناح الثاني لطائر النقد الذاتي فبعدما امتلك جناح " علموا انفسكم التمرد والدهشة ورمي الاحجار " كان يجب ان يمتلك جناح " علموا انفسكم الانصاف والاستيعاب وعدم جلد الذات " فمن مارس التمرد يجب ان يكون منصف ومن اندهش لابد ان يستوعب ومن رمي الحجر لابد الا يجلد الذات
الانصاف
قالها رب العزة سبحانه وتعالي "ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله "ثم قال من سلف " اول مدارج الخطا التعميم في الحكم "وجاء من بعدهم ليقول " احبب حبيبك هونا ما عسي ان يكون عدوك يوما ما وعادي عدوك هونا ما عسي ان يكون حبيبك يوما ما "وكل ما سبق هو دعوة الي الانصاف عند التعامل مع الاشخاص او الافكار فمن السهل علينا ان نشير الي الخطا ونكتشف النقص ونرصد العور ولكن الاصعب ان نري الصورة كاملة وان نضبط غضبنا وثورتنا وحنقنا علي تلك المثالب فلا نتجاوز لنطيح بالبناء كله او نشوه الصورة بمجملها فكما يوجد نقص هنا يوجد اكتمال هناكوكما توجد سلبية هناك توجد ايجابية هنا وكما نري ذلك الضعف يجب ان نري تلك القوةومن الانصاف ايضا انه عندما يشار الي خطأ ما يجب ان نبحث عن السبب ونذكره ليس للتبرير ولكن لفهم الموقف كاملا فان قلنا ان هذا الولد مدلل والسبب تربية والديه له وان هذا الشاب تهور فالسبب استفزازالاخرين له وان هذا الرجل تطاول فالسبب هو الظلم الواقع عليه ووقتها اذا اردنا اصلاح سلوك هذا الانسان او تطوير اداء تلك المؤسسة فيجب ان نوفر لها او له الاسباب المعينة لذلك واذا لم نستطع فيجب ان نتعامل باناة وصبر وتفهم حتي نصلح او نطور اونقومفعلموا انفسكم الانصاف ..... فلا نهيل اطنان التراب علي من اخطأ ولا نشوه الصورة باكملها للون شذ في احد جوانبها ولا تجذب اعيننا النقطة السوداء التي علي صفحة بيضاء।

الاستيعاب
البشر كبصمات الاصابع لا يتطابقون وانما يتشابهون في بعض الافكار او الملامح ولكن دائما ستوجد فوارق واختلافات واذا لم يؤمن هؤلاء البشر بضرورة وحتمية انتشار قيم الاحتواء والاستيعاب وتقبل الاخر فانه لا قدر الله ستفارق تلك الاصابع الكف الذي يجمعها- اخطا من اعتقد ان الاستيعاب والاحتواء يجب ان يكون من الطرف الاكبر سنا والاعلي مقاما بل هي حالة متبادلة فكما ان الاكبر سنا مطالب باحتواء من هو اصغر منه واستعابه فالاصغر مطالب بهذا ايضا وان لم يكن بنفس القدر ولكن هو واجب عليه ان يؤديه قبل ان يطالب به واذا كنا نطالب الاكبر سنا باحتواء حماسة واندفاعة الشباب فعلي الشباب ان يستوعبوا حرص ومحافظة الشيوخ والا فانه الصدام الذي سيخسر في الجميع سواء كانوا شباب او شيوخ- " زي القرع بيمد لبرة " اخشي ان نتحول الي قرع نستوعب " اللي برة " ولا نستطيع ان نستوعب " اللي جوة " فمن هو خارجنا نلتمس له كل العذر ونبحث له عم المبررات والمساحات والقواسم المشتركة ام من هو داخلنا فشعارنا نعه " لا رحمة " او " عداوته ما بقيت "

عدم جلد الذات
لقد اخطأنا - كان يجب علين ان نفعل كيت وكيت - نعهم كامل الحق في هجومهم عليناهذه الكلمات مطلوبة داءما وابدا فمن الشجاعة ان تعتذر عندما تخطئ ومن البصيرة ان تراجع ما تفعل ومن الانصاف ان تري دافع من هاجمك وتتفهم اسباب هجومه ولكن كل هذا بمعيار ومقدار والا فستتحول مشاعر الحب والخوف تجاه من نحبهم الي مشاعر سلبية تدفعنا الي القسوة المفرطة احيانا والاتهامات الجزافية احيانا اخري وعدم الانصاف في الحكم مما سيحول فضيلة النقد الذاتي الي جريمة جلد الذاتاخشي ما اخشاه ان ننجرف بقوة في اتجاه النقد الذاتي كما وكيفا مما يصيبنا بحالة من حالات عمي الالوان فلا نري الاالاسود بدرجاته ووقتها سيتحول خوفنا وحبنا الي حالة من كراهية الذات وعدم تقبل انفسناولذا فقد وجب علينا ان نتحلي بجودة الفهم وعمق الطرح واتساع الافق و وانصاف الحكم وتفهم العلة وسلامة النية بالاضافة الي ثورة المصلح وتاني المربي وغضب الثائر وحنان المحب ووعي الحكيم حتي لا ننجرف الي مربع جلد الذاتواخيرا هذه التدوينة ليست تراجع عن طرح سابقا طرحناه وليست توقف عن عن استكمال طريق قد بداناه ولكنها كما قلنا سابقا هي جناح لابد منه ليكمل طائر النقد الذاتي طيرانه وهي جزء مفقود من الصورة كان لابد من اكماله وهي نصيحة لي قبل

ان تكون توجيه لاي انسانوالله اكبر ولله الحمد

هذه المدونة كتبها الأخ مجدي سعد في مدونة أمواج التغيير

وقد أعدت نشرها لما راعى فيها من حيادية وموضوعية

وهذا ما نود أن نراه من كل من يدون

وينتقد ذاتيا

والله أكبر ، ولله الحمد

ليست هناك تعليقات: