الكثير من الناس يتخوف ( ويقع قلبه في رجله ) عندما يسأل ماذا تتوقع من الإخوان المسلمين إذا وصلوا للحكم ؟؟؟
ويكون الجواب ( يا نهار أبيض ) يمسكوا الحكم إزاي دول يخلونا زي الإيرانيين ونبقى دولة ما يعلم بيها إلا ربنا !!!
هذا بالضبط ما سعى إليه المتربصون بالإخوان المسلمين ومن على شاكلتهم من الجماعات الإسلامية
لقد سعوا إلى ترسيخ فكرة الدولة الدينية التي سيقيمها الإخوان المسلمون على أرض مصر والتي ستمتد وتتوسع عبر فتوحات لتشمل العالم الإسلامي
وعنما يعلم المواطن العادي بأن الدولة الدينية ، كتلك التي كان في العصور القديمة مثل الدولة الفرعونية ، أو كتلك التي في العصور الوسطى في أوروبا وغيرها من النماذج التي تدعوه للذعر والجزع
ولكن قبل أن يجري مقارنة سريعة بين التجربة المصرية ( باعتبار كونها قامت ) والتجربة الإيرانية عليه أن يعرف ما هو المقصود بالدولة الدينية ، وما هي الدولة التي يدعوا إليها الإخوان المسلمين ، خاصة بعد طرحهم لمشروع حزبهم والذي ركز فيه البعض على بعض النقاط ، وادعى بأنهم يريدون إنشاء دولة دينية !!!
في البداية دعونا نتفق على بعض الثوابت والأهداف
بالطبع لم يدعي الإخوان المسلمون بأنهم يستمدون أحكامهم وأعمالهم وقوانينهم مباشرة من الله ، أو أن مدرشدهم هو الله ، أو أن به صفة إلهية ، أو أنه معصوم لا يخطئ في صغيرة أو كبيرة
ثم دعونا نعترف بأنهم لم يقولوا بعدم جواز حساب الحاكم وسؤاله من أين لك هذا أو عدم مسائلته عند قيامه بأمر ما
ولنسلم أيضا بأنهم لم يدعوا بكون الحكم محصورا في أسرة معينة ، لا يجوز الخروج عنها
وستجدون هذه المسلمات موجودة في مشروع حزبهم وفي مبادئهم وثوابتهم
حيث إن المخطئ يحاسب مهما كانت منزلته ومرجعهم في هذا قوله صلى الله عليه وسلم : " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
ثم إنهم دعوا إلى تداول السلطة
وكونهم من أهل السنة والجماعة ، فمحال اعتقادهم بوجود صفة إلهيه في أي من البشر ، أو التواصل مع السماء بأي شكل من الأشكال ،
إذا الآن نريد أن نعرف ما هي الدولة الدينية التي ينسبها البعض ، إلينا ، ولماذا يا ترى صدقها الناس بهذه السهولة وبدأ المثقفون بحربنا باعتبارنا سننشؤ دولة دينية :
الدولة الدينية ( كماذكر الدكتور فؤاد محمد النادي في كتابه ، النظم السياسية ) هي دولة تتوافر في حاكمها إحدي ثلاث
أن يكون هو الله
أن يكون ذو صبغة إلهية
أن يكون منتخبا من قبل الله
وهو بهذا لا تجوز محاسبته على ما يفعل ، وقوانيين هذه الدولة مستمدة من السماء مباشرة ، فلا قبل لأحد ببحثها أو مناقشتها
هل هذا هو ما يدعوا إليه الإخوان المسلمون
بالعكس إن دعوة الإخوان المسلمين تدعوا إلى إقامة دولة إسلامية ( وليست دينية ) تقوم على مبدأ المواطنة
ولعل ما جعل الأمر يلتبس على الناس في هذا الأمر هو ان الإخوان المسلمين يستمدون أو يريدون أن يستمدوا ( عند وجود دولة لهم ) شرعهم من الدين الإسلامي واعتباره هو المرجعية الوحيدة لهم ،
وهناك فرق شاسع بين الدولة الإسلامية والدولة الدينية ، فالدولة الإسلامية ليس لها شكل خاص ، أي أنه من الممكن أن تكون دولة ديموقراطية ، ملكية ، بحسب احتياج الزمان والمكان ، ولكن مع وجود ثوابت وقواعدلا يمكن تجاوزها ، حيث إنها تشكل تلك النظم ولا تتشكل بها ،
وكفاكم يا من تريدو نالشر بنا عبثا بالأقوال والألفاظ ،
والله أكبر ولله الحمد